- ????زائر
ديناميكية علاقة المعلم بالطالب
السبت يوليو 02, 2011 3:01 am
[b]ديناميكية علاقة المعلم بالطالب
الكاتب : فيصل تايه
ما أردت الحديث عن هذا الموضوع المهم إلا بعد أن استوقفتني الكثير من المواقف التربوية التي تطلبت الوقوف عندها ورصدها بعناية فائقة .. خاصة وأن زملاءنا المعلمين يتعرضون إلى الكثير من الضغوط النفسية والمهنية التي تدفعنا جميعا للوقوف إلى جانبهم وتشجيعهم على المضي قدما في تأدية رسالتهم التربوية السامية .. وبالتحديد في الجانب المتعلق بعلاقتهم بطلبتهم .. فكيف تكون بداية العلاقة المرجوة عند أبنائنا وطلبتنا من بدايات علاقاتهم مع معلميهم وكيف تتكوَّن .. تلك العلاقة التي يجب ان تكون بعيدة عن الإستاتيكية بل ويجب أن تكتنفها المشاعر التي تفرضها خصوصية العلاقة بينهما لتكون مليئة بالحب والاحترام والتقدير.. فنحن نعي تماما أن معلمنا أمام تحدٍّ كبير يرتبط بمسؤوليته تجاه واجبه المهني وتجاه وفائه وإخلاصه لرسالته ولوطنه ومجتمعه .. فقلب كل واحد منا هو مركز وعييه .. ونبع حسه .. ومنه يتدفق شعوره.. فمن حفَّ قلبَه بخير الكلام وخلاصة الحكمة.. وطيِّبِ اللفظ نضح القلبُ بما فيه من خير.. هكذا يتأثر القلب .. وبذلك تكون بدايات تلك العلاقات .. مع ضرورة اعتمادها وفق أسس سلوكية واضحة تتبع مدونة خاصة تنظم تلك العلاقة .
إنني وبحكم مسؤوليتي المهنية والإنسانية .. أردت التذكير أن طلبتنا ما هم إلا أبناءنا .. وثمرة هذا التكوين الاجتماعي المتآلف بكل أطيافه وألوانه .. مما يملي عليّنا استحضار جملة من العناصر التي تأخذ بيد المعلم للارتقاء بالطالب ومشاعره وتحفظ له هيبته وعلاقته الطيبة المتوازنة مع تلامذته .. وبذلك يكون الطالبُ مستعداً استعداداً نفسياً للقيام بمسؤولياته وواجباته .. ويقبلَ أيّ توجه لتهذيب أخلاقه وعاداته.. ولن يكون عصيّاً أمام توجيهات معلمه لِيُقَوِّمَ بعضَ سلوكياته .
ولعلنا حين نرصد علاقتنا مع الطالب في مراحل تعليمه المختلفة .. يهمنا معرفة الكثير عن جوانب شخصيته!! والتي هي بحاجة ماسة إلى التوجيه والإرشاد .. ولا ننسى أن ذلك الطالب هو إنسان ..وفي الإنسان مكامن للخير .. وحاجة تدعوه للتفكُّر واستدعاء مكامن العقل والربط بين السبب والمسبب.. وفي مرحلة متقدمة يستطيع بخبرته أو من خلال تدريبه أن يتوقَّع النتائج بعد النظر في المقدمات والمعطيات.. كل هذه العمليات تعزى إلى عقل كل فرد منا ..
أما القلب فهو قادر بتكوينه أن يحوي المشاعر ويقدِّر باهتمام الوفاء لأهله.. وهو يعبر عن ذلك بالطرق المختلفة التي تصدر عنه .. بكلمات أو بابتسامات أو ربما بتصرف يصوِّر عن طريقه ما يخفي من مشاعر.. وربما يقوم بالدور ذاته النابع من مشاعره .. ولكن على النقيض من الحب فيعبر عن الكراهية أو النفور ربما بالكلمات او بتعابير الوجه أو بالاعتداء أو الانتقام أحياناً..
أو ليس ذلك الطالب مزيج من هذا كله ؟ .. والمعلم أمام هدف سامٍ .. يتلخص في السعي للارتقاء بعلاقة الطالب نحو معلمه في علاقة إنسانية بحته .. لأن المعلم هو مفتاح العلم وصورته أمام الطالب.. ثم تجاه ما يرتبط بالمعلم من مادة وأفكار وأنشطة.. ولا يكون ذلك إلاّ بتوازن واضح في عرض الأفكار ومناقشتها بجوّ لا ينفر منها القلب ولا يسخر منها العقل.. ذلك يدفعنا إلى التقين بأن عقل الطالب ليس أقلَّ في مكوناته من عقول الكبار.. فما نعتقد أننا نمرِّرُه على عقول الصغار وأنهم لم يعيروا له انتباه هو أمر مغلوط .. فعقولهم تأخذ الأفكار وتقارن بينها وتحفظها وحين تواجه في المستقبل ما يؤيدها أو يكملها تكون النتيجة إيجابية.. فهم جيل متفتح عل كل ما حولهم .. جيل القرن الحادي والعشرين ..وخلافاً لذلك فإن ما يقابله الطلبة في مستقبلهم ما يناقض أو يكشف استهانة المعلم بعقولهم ستكون النتيجة سلبية ليس على الطالب فحسب.. ولكن على العملية التربوية من ناحية .. بل وستمسُّ مبدأ الأمانة وإتقان العمل من ناحية أخرى.. وبذلك يجدر أن يكون خطاب المعلم للطالب مزيجاً يجذب عاطفة الطالب دون إفراط ويستدعي تساؤلات العقل دون تهويل.. فواجب المعلم النابع من طبيعة مهنته ان يبحث عن أساليب في حواره مع الطالب تكون أكثر إقناعاً تجذب الطالبَ لِيَصل به إلى الاقتناع بفكرة أو الأخذ بيده للوصول للحقيقة مهما كانت.. ويكون ذلك عن طريق أمور تدخل في دائرة اهتمام الطالب البحته.. وإلاّ ستذهب كلماتنا أدراج الرياح .. لذلك فإننا وان كنا نهدفُ إلى الارتقاء بالطالب ومشاعره نحونا إلى موضع نغتنم فيه فرصة التغيير في فكره والتقويم لسلوكه.. وليس من الحكمة أن نُحدِّثَهُ عن أمور لا تهمُّه ولا تشغل تفكيره..
إننا ونحن في مساعينا الهادفة إلى الارتقاء بعلاقة الطالب تجاه معلمه وتجاه المادة الدراسية يتطلب من المعلم دراماتيكية تربوية متقنة .. أثناء حواره مع طلبته ليكون حريصا كل الحرص على انتقاء الأمثلة والشواهد التي تجعل الطالب هائماً في جوها ولا تُصوِّرُ المعلمَ وكأن أفكاره في وادٍ والنشاط اليومي للطالب في وادٍ آخر.. وليس بعيداً أن نقول ما يعبر عن اهتمامات الطلبة في أمور تلامس حياتهم اليومية ونفوسهم ومشاعرهم .. فليجد المعلمُ نفسه في ميدان الحديث عنها سواءً أكانت لطالب طفل يدور في دائرة البيت والقصص التي يشاهدها أو يسمعها وأفلام الرسوم المتحركة التي تسبح في مخيلته أو لسنٍ أكبر من ذلك له ميوله وتوجهاته .. لذلك لا بد من أن يعي المعلم هذه الشريحة وما يستجدُّ في حقلها من جديد أوَّلاً بأوَّل .. ليكون من السهل عليه الارتقاء بالطالب واستنفار اهتمامه تجاه المادة والفكرة التي يهدف للوصول إليها معه .. وتكون الصورة ذاتُها مع الشرائح الأكبر في وخاصة في سن المراهقة.. تلك الأشياء تتبعها اهتمامات ويسخّر لها الطالب وقتاً ومساحة في التخيُّل والتفكير يجدر بالمعلم استغلالها مستحضراً أداءً مناسباً ودقيقاً للارتقاء بعلاقته الأبوية والتربوية مع الطالب دون كبت أو تعنيف .. مستعينا بالرفق في كل مراحل أدائه التربوي والتعليمي.. مراعياً النمو الجسمي والعقلي لطلبته ليكبروا وتكبر معهم طموحاتهم وآمالهم وهمومهم.. وبذلك فهو الوحيد القادر على مساعدتهم على أن يواجهوا الحياة بكل همة ومسؤولية دون توتر وخوف .
وللحديث بقية
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
الكاتب : فيصل تايه
ما أردت الحديث عن هذا الموضوع المهم إلا بعد أن استوقفتني الكثير من المواقف التربوية التي تطلبت الوقوف عندها ورصدها بعناية فائقة .. خاصة وأن زملاءنا المعلمين يتعرضون إلى الكثير من الضغوط النفسية والمهنية التي تدفعنا جميعا للوقوف إلى جانبهم وتشجيعهم على المضي قدما في تأدية رسالتهم التربوية السامية .. وبالتحديد في الجانب المتعلق بعلاقتهم بطلبتهم .. فكيف تكون بداية العلاقة المرجوة عند أبنائنا وطلبتنا من بدايات علاقاتهم مع معلميهم وكيف تتكوَّن .. تلك العلاقة التي يجب ان تكون بعيدة عن الإستاتيكية بل ويجب أن تكتنفها المشاعر التي تفرضها خصوصية العلاقة بينهما لتكون مليئة بالحب والاحترام والتقدير.. فنحن نعي تماما أن معلمنا أمام تحدٍّ كبير يرتبط بمسؤوليته تجاه واجبه المهني وتجاه وفائه وإخلاصه لرسالته ولوطنه ومجتمعه .. فقلب كل واحد منا هو مركز وعييه .. ونبع حسه .. ومنه يتدفق شعوره.. فمن حفَّ قلبَه بخير الكلام وخلاصة الحكمة.. وطيِّبِ اللفظ نضح القلبُ بما فيه من خير.. هكذا يتأثر القلب .. وبذلك تكون بدايات تلك العلاقات .. مع ضرورة اعتمادها وفق أسس سلوكية واضحة تتبع مدونة خاصة تنظم تلك العلاقة .
إنني وبحكم مسؤوليتي المهنية والإنسانية .. أردت التذكير أن طلبتنا ما هم إلا أبناءنا .. وثمرة هذا التكوين الاجتماعي المتآلف بكل أطيافه وألوانه .. مما يملي عليّنا استحضار جملة من العناصر التي تأخذ بيد المعلم للارتقاء بالطالب ومشاعره وتحفظ له هيبته وعلاقته الطيبة المتوازنة مع تلامذته .. وبذلك يكون الطالبُ مستعداً استعداداً نفسياً للقيام بمسؤولياته وواجباته .. ويقبلَ أيّ توجه لتهذيب أخلاقه وعاداته.. ولن يكون عصيّاً أمام توجيهات معلمه لِيُقَوِّمَ بعضَ سلوكياته .
ولعلنا حين نرصد علاقتنا مع الطالب في مراحل تعليمه المختلفة .. يهمنا معرفة الكثير عن جوانب شخصيته!! والتي هي بحاجة ماسة إلى التوجيه والإرشاد .. ولا ننسى أن ذلك الطالب هو إنسان ..وفي الإنسان مكامن للخير .. وحاجة تدعوه للتفكُّر واستدعاء مكامن العقل والربط بين السبب والمسبب.. وفي مرحلة متقدمة يستطيع بخبرته أو من خلال تدريبه أن يتوقَّع النتائج بعد النظر في المقدمات والمعطيات.. كل هذه العمليات تعزى إلى عقل كل فرد منا ..
أما القلب فهو قادر بتكوينه أن يحوي المشاعر ويقدِّر باهتمام الوفاء لأهله.. وهو يعبر عن ذلك بالطرق المختلفة التي تصدر عنه .. بكلمات أو بابتسامات أو ربما بتصرف يصوِّر عن طريقه ما يخفي من مشاعر.. وربما يقوم بالدور ذاته النابع من مشاعره .. ولكن على النقيض من الحب فيعبر عن الكراهية أو النفور ربما بالكلمات او بتعابير الوجه أو بالاعتداء أو الانتقام أحياناً..
أو ليس ذلك الطالب مزيج من هذا كله ؟ .. والمعلم أمام هدف سامٍ .. يتلخص في السعي للارتقاء بعلاقة الطالب نحو معلمه في علاقة إنسانية بحته .. لأن المعلم هو مفتاح العلم وصورته أمام الطالب.. ثم تجاه ما يرتبط بالمعلم من مادة وأفكار وأنشطة.. ولا يكون ذلك إلاّ بتوازن واضح في عرض الأفكار ومناقشتها بجوّ لا ينفر منها القلب ولا يسخر منها العقل.. ذلك يدفعنا إلى التقين بأن عقل الطالب ليس أقلَّ في مكوناته من عقول الكبار.. فما نعتقد أننا نمرِّرُه على عقول الصغار وأنهم لم يعيروا له انتباه هو أمر مغلوط .. فعقولهم تأخذ الأفكار وتقارن بينها وتحفظها وحين تواجه في المستقبل ما يؤيدها أو يكملها تكون النتيجة إيجابية.. فهم جيل متفتح عل كل ما حولهم .. جيل القرن الحادي والعشرين ..وخلافاً لذلك فإن ما يقابله الطلبة في مستقبلهم ما يناقض أو يكشف استهانة المعلم بعقولهم ستكون النتيجة سلبية ليس على الطالب فحسب.. ولكن على العملية التربوية من ناحية .. بل وستمسُّ مبدأ الأمانة وإتقان العمل من ناحية أخرى.. وبذلك يجدر أن يكون خطاب المعلم للطالب مزيجاً يجذب عاطفة الطالب دون إفراط ويستدعي تساؤلات العقل دون تهويل.. فواجب المعلم النابع من طبيعة مهنته ان يبحث عن أساليب في حواره مع الطالب تكون أكثر إقناعاً تجذب الطالبَ لِيَصل به إلى الاقتناع بفكرة أو الأخذ بيده للوصول للحقيقة مهما كانت.. ويكون ذلك عن طريق أمور تدخل في دائرة اهتمام الطالب البحته.. وإلاّ ستذهب كلماتنا أدراج الرياح .. لذلك فإننا وان كنا نهدفُ إلى الارتقاء بالطالب ومشاعره نحونا إلى موضع نغتنم فيه فرصة التغيير في فكره والتقويم لسلوكه.. وليس من الحكمة أن نُحدِّثَهُ عن أمور لا تهمُّه ولا تشغل تفكيره..
إننا ونحن في مساعينا الهادفة إلى الارتقاء بعلاقة الطالب تجاه معلمه وتجاه المادة الدراسية يتطلب من المعلم دراماتيكية تربوية متقنة .. أثناء حواره مع طلبته ليكون حريصا كل الحرص على انتقاء الأمثلة والشواهد التي تجعل الطالب هائماً في جوها ولا تُصوِّرُ المعلمَ وكأن أفكاره في وادٍ والنشاط اليومي للطالب في وادٍ آخر.. وليس بعيداً أن نقول ما يعبر عن اهتمامات الطلبة في أمور تلامس حياتهم اليومية ونفوسهم ومشاعرهم .. فليجد المعلمُ نفسه في ميدان الحديث عنها سواءً أكانت لطالب طفل يدور في دائرة البيت والقصص التي يشاهدها أو يسمعها وأفلام الرسوم المتحركة التي تسبح في مخيلته أو لسنٍ أكبر من ذلك له ميوله وتوجهاته .. لذلك لا بد من أن يعي المعلم هذه الشريحة وما يستجدُّ في حقلها من جديد أوَّلاً بأوَّل .. ليكون من السهل عليه الارتقاء بالطالب واستنفار اهتمامه تجاه المادة والفكرة التي يهدف للوصول إليها معه .. وتكون الصورة ذاتُها مع الشرائح الأكبر في وخاصة في سن المراهقة.. تلك الأشياء تتبعها اهتمامات ويسخّر لها الطالب وقتاً ومساحة في التخيُّل والتفكير يجدر بالمعلم استغلالها مستحضراً أداءً مناسباً ودقيقاً للارتقاء بعلاقته الأبوية والتربوية مع الطالب دون كبت أو تعنيف .. مستعينا بالرفق في كل مراحل أدائه التربوي والتعليمي.. مراعياً النمو الجسمي والعقلي لطلبته ليكبروا وتكبر معهم طموحاتهم وآمالهم وهمومهم.. وبذلك فهو الوحيد القادر على مساعدتهم على أن يواجهوا الحياة بكل همة ومسؤولية دون توتر وخوف .
وللحديث بقية
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى