منتديات رسالة المعلم الحضارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بكم في المنتدى العربي
رسالة المعلم الحضارية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات رسالة المعلم الحضارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بكم في المنتدى العربي
رسالة المعلم الحضارية
منتديات رسالة المعلم الحضارية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
????
زائر

تأملات في سورة الماعون قيمة الانسان في ميزان الموقف والسلوك Empty تأملات في سورة الماعون قيمة الانسان في ميزان الموقف والسلوك

الثلاثاء يوليو 05, 2011 1:32 am
محمود الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم : ( أرءيت الذي يكذّب بالدين ، فذلك الذي يدعّ اليتيم ، ولا يحضّ على طعام المسكين ، فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ، الذين هم يراءون ، ويمنعون الماعون ) .

المعاني : ( الدين ) : الجزاء / ( يدعّ ) : يزجر / ( يحضّ) : يحثّ ويحرّض / ( الماعون ) : كل ما فيه منفعة .
*بين الموقف والسلوك
هل هنالك علاقة بين الموقف والمعتقد الذي يؤمن به الإنسان وبين السلوك الذي ينتهجه في الحياة ؟ للإجابة على هذا السؤال توالت الكثير من النظريات لدى علماء النفس والاجتماع ، وحتى السبعينات من القرن المنصرم لم يكن العلماء قد استقرّوا على رأي يثبت العلاقة بين الموقف والسلوك ، حتى جاء بعض العلماء في الثمانينات وأثبت الصلة بينهما بشرط تطابقهما في المكان والزمان والطبيعة وجميع المواصفات ، فإذا كان موقفه رافضاً للغش مثلاً ، فينبغي أن نتعرّف على نوع الغش الذي يرفضه ، حتى نحدد ما إذا كان سلوكه يتطابق و موقفه أم لا .
وسورة الماعون تقيّم الإنسان من خلال عرضه على ميزان الموقف الذي يتبنّاه و مدى تطابقه مع سلوكه الحياتي ، وترقى بهذا الميزان ليكون محدداً لموقف الإنسان من خلال سلوكه . وقوله تعالى : ( أرءيت الذي يكذّب بالدين )، عرضٌ لموقف وعقيدة يتبنّاها الإنسان وهي التكذيب بالدين الذي يعني الجزاء كما ذكرت التفاسير ، وهذه السمة إنما يتصف بها كل من يمارس سلوكاً معيناً ، وهو ( فذلك الذي يدعّ اليتيم .. إلى آخر السورة ) ، فليس العبرة في تحديد موقف الإنسان وعقيدته هي القول باللسان ، إنما بالسلوك ، يقول ربنا عزّ وجلّ في سورة البقرة : (ومن الناس من يقول آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )! وهذا الذي يكذب بالدين له صفتان :
الأولى : عدم المسؤولية الاجتماعية
إن الله سبحانه وتعالى أكّد على الأمّة الواحدة وعلى التعاون فيما بينها على البر والتقوى ، وعلى التحنّن على الأيتام ، وإيتاء المساكين حقوقهم ، وأكد رسولنا الكريم (ص) على أن ( المسلمين كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى ) ، وأيضاً ( من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) ، فإن الذي ينكر حاجة المجتمع ، إنما ينكر الجزاء الذي يترتب عليه .
فهو يمارس فردياً عدم المسؤولية الاجتماعية ( فذلك الذي يدعّ اليتيم )، ذلك اليتيم الذي يحتاج أكثر ما يحتاج إلى العطف والحنان ، فهو يزجره ويدفعه ويكسر قلبه ، وبما أنه لا يمارس الهمّ الاجتماعي فردياً فإنه لا يتمكّن من العمل بصدق ( ولا يحضّ على طعام المسكين ) ، قد يدعو وينخرط في الهم الاجتماعي لأسباب مصلحية أو غيرها ، إلا أنه لا يصل لدرجة إقناع الآخرين بإطعام المسكين ، فقد جاء التعبير القرآني ( ولا يحضّ ) ، ولم يقل ( و لا يدعو ) ، فالحض في درجة أقوى من إطلاق الدعاوى ، فهو التحريض بقوة وصدق ، ولا يصل إليها من لا يلتزم ذلك الشعور مع نفسه .
الثانية : ميزان سلوكه ونظرة المجتمع .
وكذلك هو أمام الأعمال العبادية الخالصة لله تعالى التي لا يؤدّيها كما هي مفروضة عليه ، بل يفرّط فيها ، وأهمها الصلاة ، قال الإمام علي (ع) : (ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصلاة ، فلا يشغلنّكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا ، فإن الله عز وجل ذمّ أقواماً ، فقال : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون )، يعني أنهم غافلون ، استهانوا بأوقاتها ) ، وكما جاءت الأحاديث لتؤكد أن ، ( بين الكفر والإيمان ترك الصلاة )قال عز وجلّ ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ، كسلوك فردي بينهم وبين الله تعالى ، وفي المقابل فإنهم ( الذين هم يراءون ) ، يحافظون على الصلاة أمام الناس ، وفي الحقيقة هم يصلّون للناس لا لله ، فالمخلص لله يحافظ على الصلاة في أوقاتها في كل الحالات سواء رآه أحد أم لم يره.
*ويمنعون الماعون
من لا يحمل في داخله شعوراً تجاه مجتمعه ، ولا يشاركه مشاكله الكبرى ، ويستهين بعلاقته بالله ، ويحاول الحفاظ على علاقته بالناس ، فذلك يصل إلى درجة أنه لا يمارس المساعدات الخيرية البسيطة التي اعتاد عليها الناس ، كإعارة الأواني أو القرض البسيط أو إعارة الكتب وما إلى ذلك من المساعدات اليومية ، فإذا شاع هذا السلوك ، فإن عجلة تقدم المجتمع ستتوقّف حتى عن أبسط أمورها ، التي تتجلّى في قول ربنا عزّ وجلّ : (ويمنعون الماعون).
*بصائر للحياة
(1) سلوك الإنسان يعبّر عن مكنوناته التي يؤمن بها، فلا بد لكل عقيدة من سلوك يطابقها في المظاهر والأهداف .
(2) الاشتغال بهموم المجتمع ، والالتفات إلى احتياجاته ولو كانت بسيطة ، من الأمور التي ترتبط بالعقيدة الإلهية .
(3) للمشاركة الفاعلة في المجتمع وللتأثير الناجح في المسار الخيري ، لا بد أن يلتزم الإنسان كسلوك فردي بذلك المسار .
ينبغي أن لا نستهين بالمعونات الصغيرة ، كالإعارات البسيطة في دورها لتكامل المجتمع وتقدّمه .


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى